تطورت ممارسة طب الأسنان، وتعتبر الممارسة الناجحة للطبيب عندما تكون لديه المقدرة على جعل المريض سواء كان صغيراً أو كبيراً يٌقبل على العيادة لعلاج أسنانه بإرادته، و لم يعد مقبولًا الطلب من المريض تحمل الألم أو كبح خوفه أو أن يكون علاج أسنانه مزعجاً، و يمكن الحصول على أفضل النتائج بالوعي والتعاون بين المريض والأهل والطبيب وخاصة عندما تكون المعالجة السنية للأطفال.

يوجد الكثير من المركبات الكيميائية والتي إذا أُعطيت بجرعات دوائية تسمح بإجراء العلاجات السنية دون إشكالات، و قد لا تفي بتوقعات طبيب الأسنان، أو تعطي النتائج المرجوة مع كل المرضى؛ لكن يبقى الهدف منها عند علاج الأطفال هو تهدئة الطفل إلى حد يسمح بتطبيق المخدر الموضعي؛ إذ أن الألم لا يُزال بالتخدير (البنج) والتخدير الموضعي يبقى لازماً كما في الأحوال العادية.

– ومن المركنات مزائج أوكسيد الآزوتي (النيتروجين)/الأوكسجين (Nitrous oxide/oxygen) من أسلم الأدوية وأسهلها تطبيقاً. إلا أن الممارس الذي يريد استعمالها يجب أن يكون:

1- مؤهلاً ومدرباً بشكل كاف لضمان سلامة المرضى.

2- عالماً باستطباباتها ومضادات استطبابها.

3- لديه التجهيزات المناسبة والأدوات الإسعافية.

4- تتوفر لديه أسطوانة غاز وعاملين مدربين للقيام بالإسعافات الأولية و بالسرعة المناسبة.

– ولا بد عند استعمال أوكسيد الآزوتي من الشرح للمريض/أهل الطفل عن التبنيج و ماسيمر به من أعراض قبل واثناء وبعد التخدير وما سيشعر به ونتائجه، ويجب الحصول عند التركين (البنج) للأطفال على موافقة الأهل والاحتفاظ بها في ملفه وتسجيل استخدام النتروجين، ومقاديره كنسبة النيتروس إلى الأوكسجين ونسبة التدفق ومدة التطبيق والأوكسجين الذي أعطي للطفل بعد المعالجة وإعطائهم الإرشادات قبل البدء بالعلاج، ولابد من التعاون الجيد من جانب المريض الذي يتوجب عليه أن يستنشق واعياً من الأنف.

– تتفاوت الاستجابة للتخدير من مريض لآخر، وتتدرج من دوار إلى فقد وعي كامل، ويجب مراقبة الحالة العامة للعلامات الحيوية ومعدل النبض، ودراسة الحساسية والحساسية السابقة أو ردود الفعل الدوائية المعاكسة والأدوية الحالية التي يتناولها والحمل، دخول المشفى سابقاً، متى ولماذا؟، واستشارة طبيب الأطفال قبل تطبيق التخدير للتاكد من أن مجرى التنفس سالك لدى الطفل بفحص حجم اللوزتان ولابد من استشارة الاختصاصي قبل استخدام التخدير لمرضى الأمراض الرئوية السارية، الفشل القلبي الاحتقاني، فقر الدم المنجلي والتهاب الأذن الوسطى الحاد.

– يُستعمل هذا النوع من التخدير للمرضى القلقين والخائفين والمرضى الذين يعانون من مشاكل عقلية جسدية ،أو أمراض جهازية، ولمرضى فرط حس الإقياء الذي يعيق العلاج، ولا يستعمل لمرضى الاضطرابات العاطفية الحادة أو الهستيريين أو مرضى يتعاطون عقاقير مخدرة.

– يُعتبر الحد الأدنى للتخدير هو استخدام عقاقير تُدخل المريض بمرحلة فقدانه للإحساس والإدراك كما يُفقده الإنسجام الوظيفي لجهازه الحركي، ويبقي المريض مستجيباً للمؤثرات اللفظية بحيث لا يؤثر على وظيفة القلب وجهاز الدوران وجهاز التنفس.

اجراءات التخدير الواجب الانتباه عليها:

1- عند التخدير يتم اختيار قلنسوة الأنف بالحجم المناسب ونسبة تدفق 5–6 ليتر/دقيقة مقبولة ومناسبة لمعظم المرضى، وتنظم نسبة التدفق بمراقبة كيس التخزين ويجب ضغط كيس التخزين بلطف وبشكل منتظم مع كل تنفس مع الانتباه إلى عدم المبالغة في تعبئة الكيس أو حفظه.

2- يوصى بإعطاء المريض 100% أوكسجين لمدة دقيقة أو دقيقتين؛ يتبع ذلك معايرة النيتروس في فترات بتركيز 10% ويجب ألا يزيد تركيز النتروس عن 50% في الفترات الاخرى. ويمكن خفض التركيز في المعالجات البسيطة كالحشوات وزيادته في بعض الحالات كالقلع وإعطاء التخدير الموضعي.

3- يجب خلال تطبيق النيتروس المراقبة البصرية المستمرة لنسبة معدل تنفس المريض، ومستوى الوعي وردود فعله الكلامية، ولونه.

4- عند التوقف عن إعطاء النيتروس يجب إعطاء 100% أوكسجين لمدة 3-5 دقائق ويجب أن يعود المريض لاستجايته الطبيعية التي كان عليها قبل مغادرته العيادة.

5- يجب فحص الأجهزة والتأكد من تحرير الغاز وسلامة عمل الصمام وأن أدوات الاستنشاق قادرة على أعطاء أوكسجين 100% وألا تقل عن 30%.

يعتبر النيتروس آمناً وفعالاً عندما يقوم به أطباء مدربين ويتم اختيار المريض والأدوات والتقنية بعناية وقد يشعر المريض بالدوار أو الصداع والإرباك ولا يحتاج تطبيق النتروس إلى صيام المريض قبل التخدير بل ينصح بتناول وجبة خفيفة قبل ساعتين من العمل.