تاريخ استخدام الملح عبر العصور للأغراض الطبية
اِستخدم الملح لأغراض الرعاية الصحيّة منذ القدم، ووفقًا للمصادر العلميّة الحديثة فتاريخ هذا الاستخدام يعود إلى بعض المخطوطات الطبيّة القديمة. فقد كتب قدماء المصريين على أوراق البردى وصفات لمجموعة من العلاجات الطبيّة باستخدام الملح، وذلك منذ 1600 سنة قبل الميلاد. كما استخدم الإغريق الملح أيضًا في العلاجات الطبيّة – منذ أكثر من 2000 سنة – لمعرفتهم أنّه يحتوي على تأثيرات مضادة للالتهابات.
كيف يمكن للمضمضة بالماء والملح أن تحدّ من البكتيريا داخل البيئة الفمويّة و تثبطها؟
تعمل المضمضة بالماء والملح على زيادة الأس الهيدروجيني (ال pH) للفم ولكن لفترة زمنيّة مؤقتًة، جاعلة من الفم بيئة قلويّة (قاعديّة) تكافح فيها البكتيريا من أجل البقاء على قيد الحياة، وذلك لأن البكتيريا تفضّل بشكلٍ عام البيئة الحامضيّة، فاستخدام المضمضة بالماء والملح يجعل تكاثر البكتيريا داخل الفم أمرًا صعبًا.
المضمضة بالماء والملح تساهم في التئام الجروح الفموية، كيف؟
إن استخدام المضمضة بالماء والملح يعزّز ويسرّع من التئام الجروح، وبالتالي يساعد على الشفاء والتعافي. والاستخدام الأمثل لهذه المضمضة يكون بعد مرور 24 ساعة على الجراحات الصغرى للفم والأسنان، أو حتى بعد الخلع البسيط للضرس. والسرّ في ذلك يكمن في أن محلول الماء والملح يعتبر محلولاً متساوي التوتر(Isotonic Solution) والذي يعني أنّه يحتوي على نفس الأملاح والمعادن التي تحتويها أجسامنا وبنفس التركيزات.
ولهذا السّبب فإنّه لا يُحدث تهيّجًا في الأغشيّة المخاطيّة، لذلك فإن العديد من أطباء الأسنان يوصون بالمضمضة بالماء والملح كعاملٍ ملطّف ومساعدٍ على الشفاء بعد الإجراءات السنيّة والفمويّة.
كيفيّة تحضير محلول الماء والملح للمضمضة الفمويّة
عمليّة تحضير محلول الماء والملح للمضمضة به سهلة للغاية، فيكفي أن تضيف نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى كوب من الماء الدافئ ثمّ تمضمض فمك كل 2-3 ساعات في الأيام القليلة الأولى بعد الجراحة (باستثناء أول 24 ساعة حيث تمنع المضمضة فيها)، ثمّ تكون المضمضة 3-4 مرات يوميًا في الأيام التالية.
كما يمكن استخدام المضمضة بالماء والملح في الحالات التالية:
1- لتسكين وشفاء قروح الفم.
2- للتخفيف من التهابات الحلق الناجمة عن بكتيريا التهاب اللوزتين أو حتى نزلات البرد.
3- في الحالات الطارئة التي لا يمكن فيها تنظيف الفم والأسنان بسبب عدم توفر الفرشاة والمعجون.
وفي نهاية المطاف، نؤكد مرة أخرى بأنّه رغم الفوائد الجمّة للمضمضة بالماء والملح، إلا أنّها تبقى محدودة، وينبغي أن تكون ملحقًا للتنظيف اليومي للفم والأسنان بالفرشاة والمعجون والخيط السني، وملحقا أيضاً لغسول الفم المحتوي على الفلورايد إذا ما استخدم.