عندما نستيقظ في صباح اي يوم نتخذ اجرائات روتينيه غالبا مانفعلها كغسل وجوهنا مثلا لنخطف معها تلك النظره الحانقه الى المرآة فنتأمل تفاصيل رسمت على وجوهنا ..الا اننا نبتسم ،
نبتسم رغما عن الظروف ، رغما عن الزمن ، فابتسامتنا هي مفتاح الأمل دائما .. هي الدافع الخفي خلف استمراريتنا في هذه الحياه ، فلا خلاف على ان للابتسامات سحر لا ينتهي وبأن لها مفعولا ذو تأثير كبير يضفي على ايامنا حيويه مطلقه وثقه بالنفس تتحدى الصعاب .

فكان من الضروري جدا الحفاظ على هذه الابتسامه بيضاء نقيه خاليه من اي شوائب او مشاكل تصيبها .. الا ان بريق اسناننا في خفوت مستمر بسبب اسلوب الحياه الذي نعيشه وعاداتنا الغذائيه السيئه التي نتبعها وخاصةا في شهر رمضان المبارك والتي يجعلها في عرضه دائما الى صبغات عديده يصعب زوالها .
فماهو مصدر هذه التصبغات ؟ 
اولا يتوجب علينا ان نعرف ان هناك نوعين مختلفين من التصبغات والتي يمكن ات تتعرض لها اسناننا فتختلف معها كيفية العلاج والوقايه .

  – التصبغات الخارجيه : وهي عباره عن فقدان طبقه المينا لشفافيتها لتصبح اكثر تعتيما . :-
ويندرج تحتها ،:

1 . الطعام والشراب ، جميعنا نعلم بأن رمضان هو الشهر الأكثر ارتباطا بالعبادات والمأكولات في آن واحد ، فنهتم ان تتوفر على مائدة الافطار  أشهى انواع الطعام والشراب المحتوي على  صبغات عديده كالكولا، الكاركاديه وبالطبع التمر الهندي  كما ان هناك بعض أنواع من الفواكه والخضروات والتي تترك اثرا على الاسنان مما يؤدى إلى ظهور البقع على المينا وتغيير لونها
ان تناول هذه الأشياء خلال الأيام العاديه غالبا ما ينتج عنه تصبغ الاسنان الا ان هذه المشكله تتفاقم  وبشكل ملحوظ  في شهر رمضان المبارك  ويعزى السبب الى ان أسناننا تتعرض لكم هائل ومركز من الصبغات خلال فتره قصيره مابين الفطور والسحور ! .

2. التدخين : جميعنا نعلم ان التدخين هو آفة العصر وبالطبع هو من اهم العوامل التي تؤدي الى ظهور البقع وتغير لون الأسنان ، ولأن المدخن الصائم يكون في حاله من الانهيار الداخلي الساكن والانتظار المضني حتى موعد الافطار تجده يستهلك في هذا الشهر كميه من السجائر ضعف ما يستهلكه في الأيام العاديه تعويضا عما عاناه خلال النهار !!
فتكتسب  اسنانه صفارا  داكنا يميل  الى اللون البني والذي يصعب زواله .

3. عدم العنايه الدوريه بصحة الفم والأسنان : مشتملا ذلك على استخدام الفرشاة والمعجون بالشكل الصحيح وبالقدر الكافي كما يتوجب على الشخص استخدام خيط الأسنان ليتسنى له التخلص من كل الشوائب وبقايا الطعام ما بين اسنانه فيتفادى معها تكون ما يدعى بالبلاك  او اللويحه الجرثوميه. وهنا يكثر السؤال عما اذا كان المعجون مفسدا للصيام فنجد ان كثيرا من الناس تهاونوا في العنايه بأسنانهم خلال الشهر الفضيل لتتراكم بقايا الطعام مخلفةا ورائها مشاكل عديده تتعدى تصبغ الاسنان ، وهنا ننوه بان العنايه بالاسنان يجب ان تكون دوريه ومنتظمه وعلى طول شهور السنه !

4. الفلورايد : يعتبر الفلورايد من اهم المساهمين في تصبغ الأسنان وبدرجات عاليه على اعتباره العامل البيئي المؤدي لهذه المشكله , فالاستخدام المفرط للفلورايد سواءا كان ذلك عن طريق مياه الشرب او عن طريق المنتجات المختلفه كمعاجين الاسنان وغسولات الفم المحتويه على هذه الماده يؤدي وبشكل خطير الى  تشوه طبقه المينا وتلونها باللون الأبيض الطبشوري المختلط باللون البني .

55 . التسوسات :ان تعرض اسناننا للتسوسات خلال شهر رمضان تزيد بنسب عاليه ويعود السبب في ذلك لعوامل عده منها التركيز على الحلويات بعد وجبة الافطار على اعتبارها من الأساسيات  في هذا الشهر المبارك كما ان استهلاك الأفراد لوجبات الطعام المحتويه  على السكريات وغيرها من العناصر المضره بالأسنان ينحصر ضمن فتره زمنيه قصيره و بتراكيز عاليه جدا مقارنةا بآيام آخرى ،
يعتبر التسوس في مراحله الأولى من العوامل المساعده على تصبغ الأسنان فعندما يبدأ السن بفقدان  لمعادنه يكون بذلك قد كون طبقه خشنه قابله للتلون بالمؤثرا الخارجية .

6. الحشوات : يمكنها ان تغير لون السن الى اللون الرمادي الداكن

7. الغسولات الفمويه : واهمها الكلورهيكسادين الذي يستخدم لعلاج التهابات اللثه ، اذا ما استخدم بالطريقه الخاطئه ولمده تتجاوز عن  ال 7 ايام ، كما ان هناك بعض الأدويه التي  تؤدي ايضا الى تصبغ الأسنان وبشكل ملحوظ كمحاليل الحديد التي تستخدم لمرضى فقر الدم وبعض أدوية الحساسيه ، ادوية الأمراض النفسيه وبعض ادوية ضغط الدم .

 

–  التصبغات الداخليه : 
والتي يكون السبب فيها اما:

1.بعض الأمراض مثل عيب وراثي يصيب الأسنان ويتميز بتصبغ طبقه العاج بلون بني

 

2. المضادات الحيويه : وبالأخص التتراسايكلين ، ان التتراسايكلين من اشد انواع المضادات الحيويه خطورةا على الجنين ما ان استخدمته المرأه الحامل في مرحلة نشوء الأسنان وتكوينها مؤديا بذلك الى تصبغ الاسنان بلون رمادي تتراوح درجته على حسب شدة تفاعل التتراساكلين مع بلورات الهيدروكسي ابيتايت
ويمكننا تصنيف التصبغ بالتتراساكلين الى اربع درجات كما يأتي :

الدرجة الأولـــــــى :تتراوح من بقع صفراء إلى رمادية اللون .

الدرجة الثانيــــــــــة : تتراوح من بني مصفر إلى رمادي داكن .

الدرجة الثالثة :تتراوح من أزرق رمادي إلى أسود .

الدرجة الرابــــــــــــــــعة : بقع داكنة تشمل كل السن

3. التقدم بالعمر
4. الكدمات والصدمات : والتي ينتج عنها موت عصب السن مؤديا بذلك الى تغير لون السن تدريجيا الى اللون الرمادي الداكن .

 

 

اما فيما يتعلق بعلاج هذه التصبغات سواء أكانت خارجيه ام داخليه فيتم عن طريق : 
– تنظيف الأسنان وتلميعها  والذي يتم في العياده وعلى ايدي الطبيب المعالج ليقرر بعدها وسائل العلاج الأخرى المناسبه للتخلص من هذه الصبغات كتبييض الاسنان حيث يتم خلال هذه العمليه يمكن استعمال مواد كيميائيه ذات خواص مؤكسده كالهيدروجين بيروكسايد او الكاربامايدبيروكسايد والتي تعد من اكثر الطرق فعاليه حيث جرى دراستها عمليا واشبعت بالأبحاث العلميه ، ليكون هناك ما يدعى بالتبييض المنزلي والتبيض باستخدام الليزر ،
الا انه يتوجب علينا ان ننوه بان الأسنان يجب ان تكون مهيئه وبشكل جيد لعملية التبييض  وذلك عن طريق التأكد من سلامة وصحة اللثه وبالطبع التأكد من صحة حشوات العصب وغيرها من الحشوات

–  ثانيا الحشوات التجميليه  باستخدام حشوات الكومبوزيت او الحشوه البيضاء التجميليه
–   القشور الخزفيه او ما يدعى بالفينير التي تُمثل الطريقه المثلى للتخلص من مشكلة تصبغ الاسنان وبشكل نهائي و دائم وتستخدم في حالات التلون الشديده والتي لا يمكن ازالتها بالتبييض او غيره من طرق العلاج الآنف ذكرها .

اما فيما يتعلق بالوقايه وكيفية تجنب ظهور بقع الأسنان قدر الامكان في شهر رمضان وغيره من الأيام  فيتم ذلك عن طريق تغيير بعض العادات اليوميه كالاكثار من شرب الماء وخاصةا بعد تناول القهوه والشاي وغيرها من المشروبات الغازيه ، الحرص على تنظيف الأسنان بشكل منتظم وبالطريقه الصحيحه ، مضغ العلكه الخاليه من السكر بعد تناول الطعام ، استخدام السواك خلال فترة النهار والأهم الاقلاع عن منتجات التبغ والتدخين
ولنجعل من شهر رمضان المبارك سببا لتغير حياتنا نحو الأفضل فنصوم عن كل تلك العادات السيئه التي كانت تضر بصحة أسناننا  فنرسم صوره واضحة المعالم لابتسامه بياضها لا يزول .