أوًلا:
الأسنان اللبنية مسؤولة عن الحفاظ على الفراغات الصحيحة حتى بزوغ الأسنان الدائمة، وكذلك هي مسؤولة عن توجيه الأسنان الدائمة لمواقعها الصحيحة.
اذا تم خلع الأسنان أو الأضراس اللبنية في وقت مبكر، فستترك مكانًا فارغًا مما يؤدي إلى تحرك الأسنان المجاورة وميلانها نحو الفراغ الحاصل مسببةً ضيقًا في المساحة اللازمة للضرس الدائم للبزوغ، وهذا بدوره يؤدي الى عدم بزوغ الضرس أو بزوغه في اتجاه غير صحيح. الأمر الذي يستدعي المعالجة التقويميةلإعادة المساحة اللازمة لبزوغ السن. وهذه الحالة عادة ما تصيب الأضراس الخلفية، والوقاية منها تكون بالمحافظة على الضرس و علاجه بإعادة ترميمه، أو معالجة أعصابه “المعالجة اللبية”، أو خلعه وتركيب جهاز تقويمي يسمى “حافظ المسافة “space maintainer”.
ما هو حافظ المسافة ؟
حافظ المسافة هو جهاز يصنع من الستين لس ستيل، و يحيط بالأسنان المجاورة للسن المفقود والمسافة الفارغة، وله أشكاًلا متعددة، وهو يضمن المحافظة على هذا الفراغ حتى يظهر السن الدائم مما يمنع الأسنان اللبنية المجاورة من الانحراف عن مكانها المناسب. ويتطلب هذا الجهاز مراجعة مستمرة لطبيب أسنان الأطفال وعناية من حيث التنظيف لأنه قد يسبب تجمع الطعام حول الأسنان، مما يؤدي إلى تسوسها.
ثانيًا:
تساعد و تؤثر في نمو الوجه والفكين. إن الاضرابات في عملية نمو الأسنان الدائمة والفكين غالبًا ما يتسبب بها الخلع المبكر للسن اللبني. مما يتطلب في بعض الحالات حاجة ملحة لعمل تقويم للأسنان في المستقبل، وهذا كما هو معروف عمليةً مكلفةً ماديًا وطويلة المدى في بعض الحالات. كما أن وجودالتجاويف داخل الأسنان بسبب التسوس يؤدي إلى تجمع الطعام بها، فيسبب اّلامًا للطفل أثناء الأكل. لذا يلجأ إلى الأكل الطري والذي غالباً ما يكون من الحلويات والكيك والجاتوه وغير ذلك. فتتأثر عضلات الفكين محدثةً إضرابًا في نمو الأسنان الدائمة والفكين.
ثالثًا:
تساعد في التغذية والهضم والمضغ الجيد للطعام . يحتاج الطفل إلى تعلم كيفية مضغ الطعام الاعتيادي. وخلعه لأكثر من ضرس عادة ما يؤدي إلى مشاكل في تقطيع ومضغ الطعام بالطريقة الصحيحة، مما يؤدي الى مشاكل في الجهاز الهضمي. فالعلاقة ما بين الأسنان والجهاز الهضمي والمعدة تعتبر من أوثق وأهم العلاقات بين أعضاء الجسم، وتتمثل بوجود أسنان سليمة ومتكاملة في الفكين والتي وظيفتها طحن الطعام وتسهيل عملية بلعه، إضافةً إلى إفرازات الغدد اللعابية واللسان والعضلات وما بها من أعصاب من أجل تأمين عملية البلع وتمرير اللقمة طرية إلى البلعوم، ومن ثم إلى المعدة، ويساعد في ذلك أيضا الحركة المعاكسة للفك السفلي، والحركة الجانبية مما يساعد على سحق الطعام وتهيئة المعدة لاستقباله بشكل مناسب في ظل وجود الإفرازات من أحماض وإنزيمات.
رابعًا:
الأسنان اللبنية الصحية والخالية من التسوس تكون بيئة صحية للأسنان الدائمة.
إن المشاكل التي تلحق بالأسنان اللبنية ربما تسبب مشاكل أخرى للأسنان الدائمة، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
* إصابات الأسنان اللبنية الأمامية يمكن أن تسبب اضطرابات في لون أو شكل أو حجم الأسنان الدائمةالأمامية.
* الأسنان اللبنية الأمامية تبقى حتى سن 5 الى 6 سنوات تقريبًا، ولكن الأسنان الخلفية تبقى مدة أطول ربما تصل حتى سن 10 او 12 سنة تقريبًا.
فإذا كانت هذه الأسنان مصابةً بالتسوس فهذا يعطي انعكاسا بأن الأضراس الدائمة الموجودة في تلك الفترة ستكون عرضة للتسوس أيضا.
* إذا كانت السن اللبنية مصابةً بتعفن بسبب التسوس، أو جذر السن مصاب بخراج صديدي، فإن هذا ربما يؤثر على السن الدائمة التي لم تظهر بعد.
خامسًا:
لها أهمية جمالية وهي عنوان لنظافة وشخصيه الطفل وتحصيله العلمي.
الأسنان اللبنية تعطي ابتسامة جميلة وثقة بالنفس لدى طفلك، وكم من طفل كره الذهاب للمدرسة أو الروضة وابتعد عن زملائه وأقرانه بسبب تهدم أسنانه من التسوس وظهورها بمنظر غير لائق، أو بسبب رائحة الفم الكريهة الناتجة عن تكدس فضلات الطعام على الأسنان المنخورة، أو بسبب الألم الشديد الذي يعانيه الطفل من أسنانه مؤديًا ذلك إلى انقطاعه عن المدرسة وتراجعه في تحصيله العلمي.
كما أن الأسنان اللبنية تساعد على اكتساب مخارج الحروف وبالتالي إتقان الكلام والنطق السليمين لدى الطفل.
سادسًا:
للأسنان اللبنية دور في الحفاظ على صحة الطفل.
الأضراس أو الأسنان المتهدمة تكون مدخلا لكميات كبيرة من البكتيريا – المتواجدة بشكل كبير في الفم – إلى الدورة الدموية مما يؤدي لمشاكل صحية مستقبلية.
وعادة ما تكون هذه الأسنان في حالة غير مؤلمة والسبب في ذلك يرجع الى نخر في الضرس أدى إلى موت العصب بعد فترة من التهابه، إضافة إلى أخذ بعض الأدوية المسكنة حيث يتحول المكان الى بيئة حاضنة للبكتيريا ومخلفاتها التي قد تخرج عن طريق فتحة في اللثة المجاورة للضرس “sinus tract”. هذه الوضعية غير المؤلمة سببها تجاهل كثير من الناس لمعالجة الضرس سواء بخلعه أو بعلاج عصبه “المعالجة اللبية”.
دور الأم بالعناية بأسنان طفلها:
إن دور الأم بالعناية بأسنان طفلها يبدأ من المرحلة الجنينية ( أي عندما يكون جنينًا في بطنها) بصورة غير مباشرة من خلال الاعتناء بصحتها وغذائها خلال فترة الحمل، وبصورة مباشرة بعد الولادة من خلال الغذاء المقدم للطفل قبل بزوغ أسنانه، ويضاف إلى ذلك التنظيف والعناية بالبيئة الفموية بعد الرضاعة، لتهيئة الفم لاستقبال أسنان نظيفة ومعافاة، وذلك باستخدام فرشاة صغيرة أو قطعة شاش مبللة بالماء لإزالة آثار الحليب المتراكم على اللثة والأسنان الحديثة البزوغ. إن الوسيلة المثلى لتعليم الطفل أهمية وطريقة العناية بنظافة أسنانه أن تكون الأم هي القدوة له في ذلك، لأنها إذا اعتنت بنظافة أسنانها بشكل منتظم فإنها ستكتسبه هذه الأهمية بطريقة غير مباشرة. إضافةً إلى إمكانية ابتكارها لبعض الطرق المسلية التي تجعل تنظيف الأسنان عادة محببة لدى طفلها، ومن هذه الطرق:
1) أن تدعوه لينظف أسنانه معها أثناء تنظيفها لأسنانها.
2) أن تسمح له باختيار فرشاة أسنانه بنفسه.
3) أن تعطيه ملصقات ملونة – Stickers – عند كل مرة يقوم فيها بتنظيف أسنانه.
4) أن تشتري له هدية يحبها إذا ما جمع عددًا معينا من الملصقات الملونة (أي قام بالتنظيف بانتظام).
للمزيد : تسوس الاسنان عند طفلك: كوني دواءه .لا تتسببي بدائه
ولكن عليها أن تمتنع عن تقديم الحلوى والسكاكر كهدية لطفلها، فصحيح أنها ستسعده من ناحية لكنها وللأسف ستؤذيه من ناحية أخرى. تبقى ملاحظة هامة هي أنه يتوجب على الوالدين ألا يلوما طفلهما إذا ما سكب الماء والمعجون على ملابسه أو على الأرض لئلا تحدث ردة فعل سلبية فيعزف عن تنظيف أسنانه. وفي حال رفض الطفل في عمر مبكر استعمال الفرشاة والمعجون لسبب من الأسباب فيتوجب على الوالدين دفعه لتناول بعض الخضار الطازجة كالخس والجزر والخيار في الصباح وقبل النوم، فتعوض عن تنظيف فمه قدر الإمكان، وهكذا نكون قد وجهنا الطفل منذ صغره توجيهاً صحيحاً ويصبح تنظيف الأسنان لديه جزءاً من سلوكه اليومي الذي يتحقق به العمل الوقائي المطلوب لصحة الفم والأسنان.